الثلاثاء، 12 فبراير 2013

المعلوم والمجهول

المعلوم والمجهول
1- الفعلُ المعلومَ: هو الذي يذكرُ فاعله في الكلام مثل: رَجَعَ  أبوكَ مِنَ السَّفَرِ. (فاعل رجع: أبوك, ذكرَ في الكلام).
إنَّ هذا القرآنَ يهدي للتي هي أَقْوَمُ. (فاعل يهدي:ضمير مستتر تقديره هو يعود على القرآن).
بَعَثْنَا عليكم عبادا لنا (الضمير المتصل: "نا" هو الفاعل للفعل: بَعَثَ).
والفعل المعلوم إذا كان ثلاثياً قبل آخره الف وكان مفتوح العين في الماضي مضمومها في المضارع (فعَل:يفعُل) واتصل به ضمير رفع متحرِّك (التاء او ال نا) يضم اوَّلُه مثل: صامَ:يصُومُ (صُمْتُ), قادَ يَقُودُ (قُدْتُ). عاد يعود(عُدْتُ).
أمَّا اذا كان مفتوح العين في الماضي مكسورها أو مفتوحها في المضارع واتصل به ضمير رفع متحرك يكسر اَوَّله مثل: باعَ يبِيعُ (بِعْتُ). جاء يجِيءُ(جِئْتُ). نالَ ينَالُ(نِلْتُ). هامَ يَهِيمُ (هِمْتُ).
2- الفعل المجهول: هو ما لم يذكر فاعله في الكلام مثل: كُسِرَ الزجاجُ (لم يذكر من كَسَرَ الزجاج)، سُرِقَ المالُ (لم نعرف من الذي سرق المال).
ويُحذفُ الفاعلُ لاسبابٍ متعددة: الجهلُ به أو العلم به أوتعظيما له أو تحقيرا له أوالخوف منه أو الخوف عليه.
وينوبُ عن الفاعل بعد حذفه المفعول به.
ففي المثال الاول: كُسِرَ الزُّجاجُ, الاصل: كَسَرَ الصبِيُّ الزُّجاجَ.
(الصبي:فاعل والزجاج :مفعول به) فعندما حذف الفاعل ناب عنه المفعول به وصار يُسَمَّى: نائب فاعل, وأصبحَ مرفوعاً بعد ان كان منصوباً

أنواع المتعدي

 أنواع المتعدي
الفعل المتعدي ثلاثة انواع:
1-المتعدي الى مفعول به واحد
وهو كثير مثل: كتب, أخذ, فتح, دخل, اكرم. كتبَ الطالبُ رسالةً, فتحَ طارقٌ الاندلسَ. أكرم خالدٌ ضيوفَه.
2-المتعدي الى مفعولين نوعان:
أ-نوع ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبرمثل:رأى, علم, وجد, درى, ألفى, ظَنَّ, حسب, خال, زعم.
وهذه تسمى افعال القلوب (لأن معانيها بالقلب).
أمثلة: رأيتُ العلمَ نافعاً. (العلمَ: مفعول به أول, نافعاً: مفعول به ثانٍ.
والأصل: العلمُ نافعٌ. العلمُ: مبتدأ ونافعٌ: خبر المبتدأ)
ألفيْتُ الصدقَ  منجياً(الصدقَ: مفعول به أول, منجياً: مفعول به ثانٍ.
الأصل: الصدقُ منجٍ. الصدقُ: مبتدأ ومنجٍ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة على الياء المحذوفة. (سيأتي: الاسم النقوص: هو المنتهي ب (ياء) وتحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر إذا كان مجرداً من (أل التعريف).
ظَنَّ الأمرَ سهلاً (الأمر: مفعول به اول, سهلا:مفعول به ثانٍ).
والأصل: الأمرُ سهلٌ. مبتدأ وخبر.
حسب الامتحانَ نزهةً (الامتحان: مفعول به أول, نزهةً: مفعول به ثانٍ)
ب- نوع ينصب مفعولين ليس اصلهما مبتدأ وخبر وهو كثير مثل: اعطى, كسا ,وهب,منح,علَّمَ.
أعطيْتُ السائلَ درهماً. السائلَ:مفعول به أول, درهما: مفعول به ثانٍ.
كسا الغنيُّ الفقيرَ ثوباً, الفقير: مفعول به اول, ثوباً: مفعول به ثانٍ.
  منحَ المعلِّمُ المجتهدَ جائزةً. المجتهدَ: مفعول به أول, جائزةً:مفعول به ثانٍ.
3-المتعدي الى ثلاثة مفاعيل
مثل:أعلمَ أنبأ أخبرَ حدَّثَ خَبَّرَّ.
مثل: أخبرَ محمدٌّ اصحابَه الرسالةَ صادقةً. (أصحابَ: مفعول به أول, الرسالةَ: مفعول به ثانٍ صادقةً: مفعول به ثالث)
اخبرَسعيدٌ الناسَ الخبرَ صحيحاً. (الناسَ:مفعول به أول, الخبرَ: مفعول به ثانٍ, صحيحا: مفعول به ثالث)
ملاحظة: قد يصبحُ الفعلُ اللازمُ متعدياً بإحدى الطرقِ التالية:
1- بنقل الفعل الى صيغة (أَفْعَلَ) مثل: أَنْظَفْتُ الثوبَ. الفعل اللازم نَظُفَ عندما نقلناه الى صيغة (أَفْعَلَ) اصبحَ متعدِّيا, الثوب:مفعول به.
2- بنقله الى صيغة (فَعَّلَ) مثل: نَجَّحَ المعلمُ التلميذَ. الفعل اللازم نجح عندما نقلناه الى صيغة (فَعَّلَ) صار متعديا, التلميذ:مفعول به.
3-بواسطة حرف الجر: أعرضْ عَنِ الجاهلين. (عن الجاهلين) الجار والمجرور في محل نصب  مفعول به للفعل (أَعْرِضْ).

الفعل وأقسامه

الفعل وأقسامه
أقسام الفعل كثيرة
أولا: من حيث الزمان: يقسم الى ماضٍ ومضارعٍ وأمر
1- الفعل الماضي: هو الفعل الذي حدث في زمان مضى وانقضى مثل: كَتَبَ,لَعِبَ, سَافرَ.
وعلامته: أن يقبل تاء التأنيث الساكنة مثل: لَعِبَتْ.
أو تاء  الضمير المتحركة مثل: قَرَأْتُ.
2- الفعل المضارع: هو ما دل على حدث في الزمن الحاضر او المستقبل مثل:يَجْتَهِدُ , يُسافرُ.
وعلامته أن يقبل (السين) أو (سوف) أو (لم) أو (لن) مثل: سنريهم آياتنا. سوف يأْتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. لن تدخلوا الجنة, لم يحضر احد.
3- فعل الأمر: وهو ما دل على طلب وقوع الفعل من المخاطب بغير لام الأمرمثل: وقُلْ رَبِّ أدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ.
وعلامته ان يقبل ياء المؤنثة  المخاطبة مثل: إجْتَهِدِي
ثانيا: من حيث الفاعل والمفعول به.
يقسم إلى: "لازم" و "متعدي".
1-الفعل اللازم: وهو الذي يلزم (يكتفي) بفاعله فيعطي معنى تاما (جملة مفيدة) مثل: حضر سعيدٌ. نَظُفَ الثَوْبُ. عَرِجَ  الصَبِيُّ.
والفعل اللازم يكون في الافعال التي تدل على سجية (طبع) مثل: جَبُنَ , بَخِلَ, نَدِمَ, صَفِنَ.
أو حِلْيَة مثل: جَمُلَ, حَلِيَ, حَوِرَ (العين الحوراء هي ماتكون شديدة البياض,شديدة السواد), نَجِلَ (العين النجلاء: الواسعة).
أو عيب مثل: حَوِلَ, قَصُرَ, أو لون مثل: خَضِرَ, حَمِرَ, صَفُرَ.
أو نظافة مثل: نَظُفَ. طَهُرَ. أو وساخة مثل:وَسِخَ, دَنِسَ.
أوحالة عارضة (أي غير دائمة) مثل: مَرِضَ, كَسِلَ, نَشِطَ.
2- الفعل المتعدي: وهوالذي يتعدَّى (أي يتجاوز) فاعله إلى المفعول به مثل: حرثَ الفلاحُ الحقلَ. (لو قلنا حرث الفلاح, لم تعطِ معنى تاما, لذلك احتجنا الى كلمة: الحقلَ, وهي المفعول به كي يتم المعنى.
في الدرس القادم: أنواع المتعدي

علامات الإعراب

 علامات الإعراب


اولاً: علامات الرفع:
1-علامة الرفع الاصلية الضمة مثل: العلمُ نورٌ, تذهلُ كلُ مرضعة عما أرضعت. العلمُ:مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
2-الألف: يرفع المثنى (وهو كل اسم دل على اثنين بزيادة الف ونون او ياء ونون على مفرده) بالالف مثل: هذان خصمان. خصمان: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الالف بدل الضمة لأنه مثنى.
3-الواو: ترفع الاسماء الخمسة ( وهي أبٌ,أخٌ ,حَمٌ ,فو ذو.) بالواو مثل:سافر أبوك. أبوك: فاعل مرفوع بـ (الواو) بدل الضمة لأنه من الاسماء الخمسة. وكذلك يرفع جمع المذكر السالم (وهو كل اسم مذكر عاقل او صفته زيد على مفرده واو  ونون أو ياء ونون) بالواو مثل: واضرب لهم مثلا اصحاب القرية إذ جاءها المرسلون. المرسلون: فاعل مرفوع بـ (الواو) بدل الضمة لأنه جمع مذكر سالم.
4-النون: يرفع الفعل المضارع إذا كان من الافعال الخمسة, (وهي كل فعل  مضارع اتصلت به واو الجماعة أو ألف الاثنين أوياء المخاطبة) بثبوت النون في آخره مثل: تؤمنون بالله واليوم الآخر. تؤمنون:فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لانه من الافعال الخمسة.
ثانيا:علامات النصب:
1- علامة النصب الاصلية الفتحة مثل: أقم الصلاةَ لدلوك الشمس. الصلاةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2-الالف: تنصب الاسماء الخمسة بالالف مثل: إن اباك فاضلٌ. أباك:اسم (إن) منصوب وعلامة نصبه (الألف) لأنه من الاسماء الخمسة.
3-الياء: ينصب المثنى, وجمع المذكر السالم بالياء مثل: لتفسدن في الأرض مرتين. إن المؤمنين في جنات النعيم. المؤمنين: اسم (ان) منصوب وعلامة نصبه ال (ياء) لأنه جمع مذكر سالم.
4-الكسرة: ينصب جمع المؤنث السالم (وهو كل اسم مؤنث زيد على مفرده الف وتاء مفتوحة) بالكسرةمثل: إن المؤمناتِ في جنات النعيم. المؤمناتِ: اسم (إن) منصوب وعلامة نصبه (الكسرة) الظاهرة على آخره بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
5-حذف النون: ينصب الفعل المضارع اذا كان من الافعال الخمسة (وهي كل فعل مضارع اتصلت به واو الجماعة أو الف الاثنين أو ياء المخاطبة) بحذف النون مثل: لن تدخلوا الجنة. تدخلوا:فعل مضارع منصوب بـ (لن) وعلامة نصبه (حذف النون) من آخره لأنه من الافعال الخمسة.
ثالثا: علامات الجر
1- الكسرة وهي علامة الجر الاصلية مثل: ما من دابةٍ إلا على الله رزقها. دابةٍ:اسم مجرور بـ (مِنْ) وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
2-الياء: يجر جمع المذكر السالم بالياء مثل: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. المؤمنين:اسم مجرور بـ (من) وعلامة جره الياء بدل الكسرة لانه جمع مذكر سالم.
وكذلك المثنى يجر بالياء مثل: ضحى رسول الله بكبشين أملحين. كبشين: اسم مجرور بـ (الباء) وعلامة جره (الياء) بدل الكسرة لأنه مثنى.
والاسماء الخمسة تجر بالياء كذلك مثل: سلمت على أخيك. أخيك: اسم مجرور بـ (على) وعلامة جره الياء لأنه من الاسماء الخمسة.
3-الفتحة: يجر الاسم الممنوع من الصرف (وهو الاسم الممنوع من التنوين) بالفتحة عوضا عن الكسرة ما لم يكن مضافا أو دخلته (ال التعريف) مثل: صَلَّيْتُ في مَساجِدَ كثيرةٍ. مساجدَ: اسم مجروربـ (في) وعلامة جره الفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.
رابعا: علامات الجزم
1- علامة الجزم الاصلية السكون مثل: لم يعملْ سوءا. يعملْ: فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
2- حذف النون: الافعال الخمسة (هي كل فعل مضارع اتصلت به واو الجماعة او ألف الاثنين أو ياء المخاطبة) تجزم بحذف النون مثل: ولم يصرُّوا على ما فعلوا. يصِرُّوا: فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه حذف النون من آخره.
3-حذف حرف العلة: يجزم الفعل المضارع بحذف حرف العلة اذا كان معتل الاخر مثل: لم يأتِ بخير. لم يدنُ من النار. لم يسعَ في شر. يأتِ:فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.

المبني والمعرب من الكلمات

 المبني والمعرب من الكلمات
المعرب: المعرب من الكلمات هو ماتَتَغَيَّرُ حركة آخره أي (حركة الحرف الاخير) حسب موقعها في الجملة. مثلا كلمة: "رَبٌ".
 
مرة تكون حركة الحرف الأخيرضمة : " إذ قال له ربُّه أسلم " ومرة تكون كسرة : "قال أسلمت لربِّ العالمين". وتارة فتحة: "واذكر رَبَّك كثيرا".
المبني: المبني من الكلمات هو مالا تتغير حركة آخره مثل: "ما اصابَك من حسنة فمن الله وما اصابَك من سيئة فمن نفسك". حركة الحرف الاخير في الفعل الماضي: أصابَ (الباء) في كلا الجملتين فتحة.

والأسماء كلها معربة إلا القليل منها كما أن الافعال كلها مبني إلا الفعل المضارع, فهو معرب إلا في حالتين.

1- إذا اتصلت به نون النسوة فيبنى على السكون مثل: "وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من ابصارهن ويَحْفَظْنَ فروجهن". يحفظْ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.

2- إذا اتصلت به نون التوكيد فيبنى على الفتح مثل: "وليبدلَنَّهم من بعد خوفهم أمْنا". يُبَدِّلَ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.

أنواع البناء

انواع البناء اربعة:
1- البناء على السكون مثل: اكتبْ,أدرسْ. اكتبْ: فعل أمر مبني على السكون.

2- البناء على الفتح مثل: لعبَ, قرأَ. لعبَ: فعل ماضي مبني على الفتح.

3- البناء على الضم مثل: حيثُ, كتبُوا. كتبُوا: فعل ماضي مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
4- البناء على الكسر مثل: هؤلاءِ: اسم اشارة مبني على الكسر.

أنواع الإعراب

وانواع الإعراب أربعة كذلك

1- الرفع مثل: يكتبُ, العلمُ نافعٌ. يكتبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

2- النصب مثل: لن يكتبَ,كان الانسانُ عجولاً. يكتبَ: فعل مضارع منصوب بـ (لن) وعلامة نصبه الفتحة.

3- الجر مثل: اشتغلْ بالعلمِ النافعِ. العلمِ: اسم مجرور بـ (الباء) وعلامة جره الكسرة.

4- الجزم مثل: لم يلدْ ولم يولدْ. يلدْ: فعل مضارع مجزوم ب (لم) وعلامة جزمه السكون.

ونلاحظ هنا ان الرفع والنصب يكونان في الاسم والفعل المعربين, وان الجر يختص بالاسماء والجزم يختص بالفعل المضارع.

الكلمة

الكلمة
 الكلمة :تُقسم الكلمة ( أي الكلام ) في اللغة العربية إلى ثلاثة أقسام :
أولا: الاسم  : -  وهو ما دل على مسمى إنسان مثل: خالد ، أوحيوان مثل: حصان ، أوجماد مثل: حجر. 
وعلامته :
أن يقبل التنوين
 مثل: خالدٌ 
أو(ال التعريف )
مثل الحصان
أو حرف الجر مثل: ما يأتيهم مِنْ ذِكْرٍ من ربهم.

ثانيا: الفعل : -  وهو ما دل على حَدَثٍ مُقْترنٍ بزمان مثل: زَرَعَ, يَزْرَعُ, ازْرَعْ، وعلامته أن يقبل دخول (قد) أو(السين) أو (سوف) أوتاء التأنيث أونون التوكيد مثل:
 "قد كان في قصصهم آية"
"سوف يَأْتي الله بقوم يحبُّهم ويحبُّونه"
"سندخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار"
"جائَتْهم رسلهم بالبينات"
"لنبدلَنََّهم من بعد خوفهم امنا".

ثالثا:الحرف، وهو ما دل على معنى في غيره مثل مِنْ, عَنْ، إلى, في, عَلى, لَمْ: "وما مِنْ دابة في الأرض إلا على الله رزقها", "إلى جنات الخلد", "عن اليمينِ وعن الشمالِ".
 وسنحاول إن شاء الله في الدروس القادمة أن نتعرف إلى هذه الأنواع الثلاثة بالتفصيل, أقسامها, والمبني والمعرب منها.

السبت، 2 فبراير 2013

احترام المعلم

احترام المعلم

كتبها    علاء دياب ، في 29 مارس 2008 الساعة: 15:43 م


احترام المعلم
احترام المعلم والمعلمة ينبع من البيت فيجب على كل أسرة وكل أم وأب ألا يسمحوا لأبنائهم أن يسخروا من شخصية المعلم أو المعلمة، حيث يلاحظ أن هناك بعض الطلاب والطالبات يمارسون تقليد المعلمين والسخرية منهم بسبب موقف ما فيهزأ بشخصيته ويتقمص أخطاءه في سخرية أو بسبب عقاب ناله منه. فيقوم بتقليده على مرأى ومسمع من أفراد الأسرة بمن فيهم الأم والأب معاً ( وهم يضحكون ويتغامزون ) وهذا سلوك وأسلوب قبيح.
إذ لا بد من غرس حب المعلم والمعلمة في نفوس أبنائنا وبناتنا فهو قبل أن يكون معلماً مربياً أيضاً فالتربية قبل التعليم ولا بد أن يكون المعلم ذا شخصية مميزة بكل أساليب التعليم والمعاملة والاحتكاك بالطلبة ولا يؤخذ المعلم والمعلمة على أنهما معلمان فقط بل يشكلان هنا دور الأب والصديق إلى جانب دورهما التربوي والتعليمي .
وتاريخنا زاخر بالأقوال والمواقف التي تعبر عن احترام المعلم فلدى المعلم قدرات كبيرة وإمكانات واسعة لبناء شخصية الطالب وتثقيفه ولا سيما صغار السن منهم .
1.   (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
فهذا دليل على رفعة الله لأهل العلم .
2. وقوله صلى الله عليه وسلم :
( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه ) رواه الترمذي
3. وحديث الرسول صلى الله عليه و سلم:
( تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه)
4. والسلف كانوا يبالغون في احترام معلميهم وشيوخهم :
يقول شعبة بن الحجاج : ما سمعت من أحد حديثاً إلا كنت له عبدا ً
إن الأمم التي تعلم وتربي وتدرب بطريقة أفضل هي الأمم المرشحة لأن تتبوأ القمة وهذا ما نشاهده اليوم في حياتنا، فمعظم الأمم ذات الدخل الاقتصادي المرتفع مثل أوروبا واليابان ـ كنموذج ـ لم يتحسن اقتصادها بسبب ما تملك من ثروات وإنما بسبب توظيف وتطوير العلم والمعرفة قبل أن تتقدم صناعياً، إن أي طالب أو طالبة يحاول تهميش أو تقليد أخطاء المعلم في صورة سيئة يعتبر شخصاً متخلفاً ورجعياً، فالعلماء هم ورثة الأنبياء. لا بد أن نهذب أبناءنا من داخل بيوتنا، كما يجب أن نحظى بجيل ذي مواصفات ممتازة يساعدنا في إخراج عقول نيرة يفتخر بها سلوكياً وأدبياً وعلمياً فطالب اليوم هو رجل الغد ومن سيخرج الأجيال غداً.
ألفاظ غريبة وعبارات سخيفة وسلوكيات خاطئة تصدر من الطلاب والطالبات حتى إن هناك كثيراً من المعلمين والمعلمات من يشتكي بشكل كبير من هذه السلوكيات. لم تكن مثل هذه التصرفات موجودة قبل فترة فلماذا العودة إلى الوراء حتى في أقل أشيائنا وأساليبنا وتهذيب أبنائنا؟ لماذا يصر أبناؤنا على حفظ الألفاظ والعبارات السخيفة ويحافظون على تقليد الشخصيات الفاسدة ويهربون ويتمردون من تعلم وتقمص ما يفيد ؟ فهل المشكلة هنا في توجيه الأبناء أم في الأسر؟ أم إن واقعنا والتطورات الرهيبة التي نعيشها اليوم هي التي أخرجت لنا هذا الجيل الهش؟فلم نعد نميز المعلم من غيره.
المعلم جزء من الحياة فأكثر أوقاته لغيره ،  يعلم وينظم لنا الحياة من الصغير إلى الكبير فمنهم من لا يحترم المعلم ويسبب الأذى داخل الفصل وخارجه فيجب العكس لان المعلم قدوه كالرسول ومكانته قريبة من مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قم للمعلم وفهِ التبجيلا       كاد المعلم أن يكون رسولا
فأعود وأرجع وأقول إن السبب هو البيئة الذي عاشها التلميذ بين أبيه وأمه فلو أنهما ربياه على احترام أبويه وأقاربه والأكبر منه سناُ ؛ كما حثنا ديننا الإسلامي  لنشأ الابن على ذلك وتعود  عليه مدى الحياة
فكم من أطباء أو مهندسين أو علماء معهم شهادات ولا يحترمون أحدًا  فالناس يقدرون ويحترمون الذي يقدرهم ويحترمهم.
دائما ما كنت استمع إلى قصص والدي وهو يقص لنا كيف كان للمعلم احترامه وتقديره وكيف كان الطلاب ينصتون إلى معلمهم و يتلقون العلم بأدب واحترام كأن على رؤوسهم الطير ، وكيف كان الطلاب ترتعد فرائصهم من الخوف ، ليس فقط في مكان الدرس و في معية الأستاذ ، ولكن حتى في الشارع و الأماكن العامة ، فما إن يشاهد الطالب أستاذه في شارع حتى يتخذ شارعًا غيره ليس خوفا و لكن احتراما وتقديرا.
والى وقت قريب ….. ما زلت اذكر عندما كنت على مقاعد الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية كان هناك احترام و تقدير للمدرس عما هو عليه الآن ،فلم نكن نجادل الأستاذ ولا نرفع أصواتنا فوق صوته وكنا نخشى أن يرانا نلعب في الشارع ، والمصيبة إذا أتينا في اليوم التالي ولم نحل الواجب أو نحفظ نصًا معينًا.
 
 ولكن ماذا حصل الآن ؟ !
 
 لماذا هذا الانتقاص من المعلم ؟!
 
 من السبب و من المتسبب ؟!
 
 أين ضاعت هيبة المعلم و احترامه وتقديره ؟!
هل هو قصور في التربية المنزلية ؟! أم فينظام التعليم الذي وضع قوانين تمنع الطالب العقاب إذا أخطأ ؟!
بما أنني مدرس وأعاني من سلوكيات الطلاب أحب أن أقول وأكتب كثيرًا في هذا الموضوع  :  
من السبب ؟!
 
السبب مشترك بين الأسرة المربية … وبين وزارة التعليم فمن الأسباب التي تحدث  من الأسرة ما يلي:

حين يخطأ الطالب أو الطالبة ونستدعي ولي الأمر بمَ يرد علينا ؟!
 
يقول :  ابني اعرفه لا يُخطئ  أبدا وهو تربيتي.
 
 وحين نكلمهم عن العقاب فيقول :  هذه مسؤوليتي وليست مسؤوليتكم.
 
وحين نوجهه نرى تذمرًا من الوالد والتلميذ.
 
فكيف يهاب التلميذ من معلمه والقدوة له ( أبوه)  يشاركه في الخطأ ؟! .
 
أضرب لك مثالا حين كنت ادرس في المراحل الدنيا من الدراسة كان والدي يأتي للمدرسة وماذا يقول ؟!
 
كان يقول للمعلم وللمدير :  إن اخطأ ابني اضربه ولا تسأل عني .. إن اخطأ ربيه سواء في المدرسة أم خارجها.
 
وأتذكر في يوم أخطأت في البيت فما كان من أمي إلا أن أرسلت لمعلمتي في المدرسة الابتدائية مع أختي تشكو لها مني ، فعاتبتني المعلمة ومن يومها لم أكرر الخطأ مرة ثانية.
 ضاعت هيبة المعلم لأن الصلاحية التي كانت تُعطى له من قبل الوالدين ضاعت أيضًا.
 أما الأسباب الأخرى:
 
 وزارة التربية والتعليم في كل مكان منعت المدرسين من الضرب والتوبيخ للتلاميذ وأمرتهم بان يتبعوا الأسلوب الحديث في التربية فكيف لنا أن نقارن الماضي باليوم ؟!
 
 فكيف يهاب الطالب المعلم وهو يعرف أن والده معه وان الأنظمة تمنع المعلم أن يضربه أو يوبخه ؟!
 
 هي فعلا مشكله نواجهها من شواذ المجتمع الذين لا يحملوا احترام للمعلمين لكن هناك طرق تؤخذ من قبل المعلم نفسه لتلافي هذا المشكلة.

 بقي أمر نغفل عنه  ألا وهو أن قلة من الطلاب الذين تأخروا في الدراسة وغابت عنهم الحماسة في التقدم كل همهم أن يثيروا المشكلات في فصول الدراسة حتى يُطردوا من الدراسة فيجدوا عذرا لهم أمام والديهم وأمام المجتمع.
 
وتأثير هذا على المعلم هي أن:
 
 نظرة الطلاب القاصرين لعدم تصرف المعلم مع هؤلاء القلة بجديه وتصرفه معه بلطف ورقة والنابعة من رغبة المعلم في تحبيبه في الدرس والدراسة والمعلم  هو ضعف في المدرس.
ولكن لكل مجتهد نصيب فمهنة التدريس أصعب المهن لما تحمل من رسالة قوية وأمانة سامية نتحملها في أعناقنا إلى يوم القيامة فلسبيل العلم نتحمل ما هو في واقعنا اليوم.
و لا يسعني في ختام مقالي هذا إلى أن أوجه الشكر الجزيل لكل معلم علمني في الصغر وفي الكبر.
وأذكر منهم  :
 
الأستاذ / محمود الديب 
( مدرسة بني إيتاي الابتدائية)


 
الأستاذ / سعد طه  (  
مدرسة بني إيتاي الابتدائية)
 
الأستاذ / سعد سعدون 
( مدرسة بني إيتاي الابتدائية)


 
الأستاذ / عبد الغني  فراولو 
( مدرسة بني إيتاي الابتدائية)
 
الأستاذ / فتحي عبد المنعم 
( مدرسة بني إيتاي الابتدائية ثم مدرسة عبد الهادي السقا الإعدادية)


 
الأستاذ / رشاد عويس مدرس اللغة الإنجليزية 
( مدرسة عبد الهادي السقا الإعدادية)
 
الأستاذ / محمد أبو شهبة – مدرس الرياضيات
( مدرسة عبد الهادي السقا الإعدادية)


 
الأستاذة / آمال مقلد  - مدرسة اللغة الإنجليزية 
( مدرسة عبد الهادي السقا الإعدادية)
 
الأستاذة / صباح الخشاب – مدرسة الرياضيات 
( مدرسة عبد الهادي السقا الإعدادية)


 
الأستاذ / طارق البحيري
 ( مدرسة عزت النمر الثانوية ) وله فضل عظيم عليَّ في اللغة العربية
 
الأستاذ / سامي الغنيمي – مدرس اللغة الإنجليزية 
( مدرسة عزت النمر الثانوية)


 
الأستاذ / محمد عبد الصمد بركات 
 مدرس اللغة العربية ( مدرسة عزت النمر الثانوية)
 
الأستاذ / حسن العسيلي – مدرس الرياضيات
( مدرسة عزت النمر الثانوية)


 
الأستاذ / مؤمن الجمل – مدرس اللغة الفرنسية 
( مدرسة عزت النمر الثانوية)


الأستاذ / سعيد قطب – مدرس اللغة الإنجليزية 
( مدرسة عزت النمر الثانوية)
 
الأستاذ / عبد الحميد بركات – مدرس اللغة العربية
( مدرسة عزت النمر الثانوية)


 
الأستاذ / إسماعيل القنجةمدرس التاريخ
(مدرسة عزت النمر الثانوية)وله أقف احتراما في الدنيا والآخرة
 
الأستاذ / حسن القنجة – مدرس الجغرافيا
 ( مدرسة عزت النمر الثانوية)


الأستاذ / علي سلطان مدرس التربية الإسلامية
(مدرسة عزت النمر الثانوية ) أجمل صوت سمعته يرتل القرآن.
وتحية خاصة لكل من  :
 
الأستاذ / عبده القلاوي – مدرس التربية الرياضية 
( مدرسة عبد الهادي السقا الإعدادية)


الأستاذ / عبد الحفيظ الميتالأخصائي الاجتماعي  (  
مدرسة عبد الهادي السقا الإعدادية ثم مدرسة عزت النمر الثانوية)


الأستاذ / العربي الدقاقالأخصائي الاجتماعي   
  مدرسة عزت النمر الثانوية
الأستاذ / عمرو عثمان مراد موجه التربية الاجتماعية


الأستاذ الكبير / أحمد مرتضى العطار – 
موجه التربية الاجتماعية ( رحمه الله)


الأستاذة الكبيرة والأم الفاضلة / نهاز محمد علي – موجه المسرح

وإلى كل الزملاء المعلمين الذين شرفت بالعمل معهم في التدريس ومنهم


الأستاذ / سليمان سليمان دبور ( رحمه الله )                   
الأستاذ / أشرف رمضان إبراهيم 
الأستاذ / علاء محمد حجازي
الأستاذ/ هشام الصافي رحيم
الأستاذ / جابر جويده
الأستاذ / إبراهيم الكومي 
الأستاذ / محمد حامد عبد الوهاب
الأستاذ / أحمد حامد عطية
الأستاذ / إكرامي جلال أبو عيشه
الأستاذ / سامي هنداوي
الأستاذ / محمد طه
الأستاذ / مسعد الجمال
الأستاذ /  ياسر الجندي
الأستاذ / شاكر نوفل 
الأستاذ / محمد البحيري
الأستاذ / خالد فليفل
الأستاذ / محمد شحاته
الأستاذ / مرتضى حجازي                         
الأستاذ ةسعدية سليم
الأستاذة / كوكب  أبو عيشة
الأستاذة / ألفت لطفي
 الأستاذة / سونيا فهيم
وعذرًا لكل معلم علمني حرفًا ونسيت اسمه ولكن قلبي لم ولن ينساه
 وأتقدم بالشكر أيضًا إلى كل معلم يحمل رسالة  العلم في الوقت الحاضر وإلى كل معلم سوف يحمل هذه الرسالة من بعدي.
والله ولي التوفيق

معبر رفح

معبر رفح

كتبها علاء دياب ، في 13 يونيو 2011 الساعة: 08:21 ص



معبر رفح

عندما انتقلت للعمل في هذا المكان الجديد كانت هناك رهبة كامنة في صدري ، رهبة من المجهول تجول في مخيلتي ، ولكن عندما رأيته يستقبلني بوجهه البشوش ، وبابتسامة ترتسم على وجهه المضيء الذي رسم الزمن عليه علامات الشيب والوقار ، أحسست أنني قد عدت إلى الوطن ، وأن والدي يستقبلني فرحًا بعودتي ، فزالت الرهبة عندما نظرت في عينيه.

هو رئيس قسم اللغة العربية بالمدرسة ؛ الأستاذ / عمر … فلسطيني الجنسية ؛ رجل جاوز الستين من عمره ببضع سنوات ، قابلني مقابلة الوالد لولده ، فزرع في قلبي الثقة والاطمئنان ، وعندما علم أنني مصري ازداد وجهه بشرًا وقال لي : أحب مصر وأرض مصر وشعب مصر ، وأفدي مصر وشعبها بروحي ودمي .


ازداد التقارب بيننا يومًا بعد يوم ، بدأنا نتجاذب أطراف الحديث ، علمت خلالها أن الأستاذ عمر قد عاش في مصر سنوات طويلة ، تخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، تزوج بفتاة مصرية من قرية ( كفر بولين ) بمدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة – وهي بلدة الأديب الكبير محمد عبد الحليم عبد الله - ، عاش في مصر سنوات طويلة ، تلون بلون أرضها ، وجرى ماء النيل في عروقه مختلطًا بدمائه ؛ فأحب مصر بل عشقها ، وأنجب من زوجته المصرية ثلاثة أبناء : ولدًا وبنتين .


سافر للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة مدرسًا للغة العربية بوزارة التربية والتعليم ، كان ذلك في ثمانينات القرن المنصرم ، تخرج على يديه أجيال وأجيال من الطلاب العرب من مختلف الجنسيات ، كان يعيش حياته كأي مغترب مصري ، يقوم بتحويله أمواله إلى مصر لزوجته وأبنائه ، يحاول أن يشتري شقة أو بيتًا في مصر فلا يستطيع أن يشتري باسمه لأن القانون المصري يمنعه من ذلك ، فيشتري باسم زوجته المصرية – فهي زوجته وأم أولاده - ، ومنذ سنوات بلغ الأستاذ عمر الستين من عمره ، فأحيل إلى التقاعد ، وعندما حاول دخول مصر ليعيش مع زوجته وأولاده الذين تخرجوا من الجامعة وتزوجوا في مصر فالابن تزوج من مصرية والبنتان تزوجت كل منهما من شاب مصري ، وأصبح أحفاده مصريين ، وعندما حاول العودة إلى مصر بعد التقاعد وجد بعض الصعوبات في ظل النظام الديكتاتوري السابق في عهد الطاغية مبارك وزبانيته .
ظل في دولة الإمارات ، بحث عن عمل بعد تقاعده حتى التحق بالعمل رئيسًا لقسم اللغة العربية بإحدى المدارس الخاصة بدبي .
جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير ، وانتهى عصر الظلم والطغيان ، وخرج الفلسطينيون في كل مكان يحتفلون مع المصريين بانتصارهم على الظلم والطغيان وانتهاء عهد مبارك الظالم الذي أبعد مصر عن شقيقاتها من الدول العربية .
وجاء القرار المصري التاريخي الصادر عن المجلس العسكري يوم 25/5/2011 بفتح المعبر بدون قيود، وبتسهيلات غير مسبوقة، ليعيد إحياء القطاع، ويجفف دموع مليون ونصف في غزة، ويكتب من جديد تاريخاً مصرياً ودوراً داعماً للقضية الفلسطينية.


وقصة المعبر تبدأ في 15 يونيو 1967 شرعت إسرائيل في مد أسلاك شائكة بطول 12 كم على المسافة من العلامة 1 على ساحل البحر المتوسط إلى العلامة 7 وأقامت بوابة دخول وخروج، وتحولت إجراءات العبور إلى إجراءات رسمية يحكمها الذل والقهر والانكسار الشديد ولابد على من يدخل أو يخرج لغزة أن يمر من معبر رفح أو يتسلل عبر الأسلاك الشائكة بشرط نجاته من رصاص القناصة.


وفى يوليو 2007 تم اتفاق بين مصر وفلسطين على أن يعبر الفلسطينيون من معبر كرم أبو سالم ” كيرم شالوم “بدلاً من رفح أو بيت حانون “اريز ” وهى المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل، ولكن حماس رفضت ذلك، لأن معناه أن غزة محتلة وكل من يدخل أو يخرج يمكن القبض عليه، خاصة وأن معظم أعضاء حماس مطلوبون من إسرائيل، وبالتالي استمر الحصار على قطاع غزة، وانتشرت ظاهرة الأنفاق لتهريب البضائع والأسلحة وحتى البشر.


شعر الأستاذ عمر بأن الأزمة قد أوشكت على الانفراج ، عندما علم بأن حكومة الثورة قامت بفتح معبر رفح ليدخل الفلسطينيون إلى بلدهم الثاني مصر دون عوائق ، وازدادت سعادته عندما قررت الحكومة المصرية منح أبناء المصريات المتزوجات من الفلسطينيين الجنسية المصرية ، وقد قام أبناؤه بتقديم طلباتهم وهم الآن في انتظار الحصول على الجنسية المصرية .


ها هو العام الدراسي قد أوشك على الانتهاء ، والأستاذ عمر في شوق للسفر إلى مصر لرؤية زوجته وأبنائه وأحفاده ، يذهب إلى مكتب مصر للطيران ليقوم بالحجز للسفر إلى مصر ، يخبره الموظف بأنه لا يستطيع دخول مصر إلا بعد أن يقوم بتجديد إقامته بدولة الإمارات .


الأستاذ عمر يشرح للموظف أنه حاليا يقوم بإجراءات تجديد الإقامة ، وأن السفر سوف يكون بعد شهر أو أكثر ، ووقتئذ سوف يكون انتهى من تجديد إقامته ، ولكن الموظف يصر على رأيه .
( موظف من بقايا عهد مبارك الفاسد ما زال يتمسك بقانون الظلم والطغيان )


يطلب الأستاذ عمر مقابلة مدير المكتب ، وبالفعل تتم المقابلة ، ويشرح له الأستاذ عمر الموقف ، وأنه يقوم بتجديد الإقامة حاليا وسوف تنتهي الإجراءات خلال أيام ؛ إلا أنه في حاجة للحجز في أسرع وقت لأن هذه الفترة من العام الإقبال فيها على السفر إلى مصر يتزايد بسبب عودة المعلمين وغيرهم إلى مصر لقضاء الإجازة الصيفية ، ويطلب الأستاذ عمر من المدير أن يأخذ أي ضمانات حتى يقوم بتجديد الإقامة .
أمام كلمات الأستاذ عمر المؤثرة ، ووقاره الذي يبدو من خلال سنوات عمره وشعره الذي يزينه المشيب لا يجد مدير المكتب أمامه إلا الموافقة على الحجز للأستاذ عمر ، على أن يقوم بتجديد إقامته قبل السفر .
عاد الأستاذ عمر إلى المدرسة ، وحكى لي ما حدث ، كادت الدموع تنهمر من عيني ، وأنا أستمع إلى كلماته المؤثرة.
إذا كان الأستاذ عمر قد استطاع أن يحجز للسفر إلى مصر ؛ فهناك الآلاف من الأخوة الفلسطينيين لم ولن يستطيعوا دخول مصر بسبب قيود وهمية وضعتها الحكومة المصرية منذ سنوات وما زالت تنفذ في ظل وجود بقايا النظام الفاسد
كيف يتم منع إنسان من زيارة أهله في مصر مهما كانت جنسيته ، وما أكثر الأدلة والقرائن التي يحملها وتثبت صحة كلامه ، عقد زواجه من زوجته المصرية – شهادات ميلاد أولاده وأحفاده …… إلخ ؟!
أبعد كل هذا نمنعه من رؤية أبنائه وأحفاده بسبب تطبيق لوائح وقوانين بشرية ما لها من سلطان ؟!
لماذا تظهر الحكومة لنا خلاف ما تبطن ؟!
لماذا يتم الإعلان أنه قد تم فتح المعابر للأخوة الفلسطينيين بتسهيلات كبيرة وما يحدث خلاف ذلك ؟!
أسئلة عديدة أضعها أمام كل مصري وأما شباب الثورة الأبطال حتى لا يتم وأد ثورتهم وهي ما زالت في المهد بقرارات وهمية وادعاءات لا أساس لها من الصحة .

الحنين إلى الوطن

الحنين إلى الوطن

كتبها علاء دياب ، في 26 نوفمبر 2012 الساعة: 17:45 م


طلبت من بناتي بالصف السابع كتابة خاطرة أو قصة تشجيعًا لهن على الكتابة ، ولم أكن أعلم أن بينهن تلك الموهبة الرائعة ، سأترككم مع ما كتبته ابنتي الطالبة الصغيرة ؛ لتعرفوا ماذا يفعل الحكام في شعوبهم ، وماذا يتركون من جراح في نفوس أطفال صغار …….. أترككم مع قصة
الحنين إلى الوطن
بقلم الطالبة : سماح محمد عبد السلام كناص
 مواليد23 ـ 5ـ 2000
مكان الولادة : سراقب ـ إدلب ـ سوريا 
مدرسة العالم الجديد الخاصة - دبي
الصف: السابع
قصة قصيرة بعنوان الحنين الى الوطن
إشراف الأستاذ / علاء دياب ( مدرس اللغة العربية )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا يا حبيبتي
أعدتِ لي كرامتي
أعدتِ لي هويتي
حين تمر بشوارعها، وترى الناس يسقون الورد الجوري ، فاعلم أنك في سوريا…حين توغل في حاراتها و أزقتها ، وتتنفس عبير ياسمينها يطغى على رائحة البارود و الموت فاعلم أنك في سوريا… حين ترى الأطفال ينشدون لحن الحب و العلم والوطن قل لهم هي ذي سوريا…حين تشتم رائحة الخبز المعجون بعرق عمالها ، و دموع نسائها ، و دماء أبطالها ، ارفع الرأس و قل لهم أنا سوري…
و أنا فتاة سورية ، أعشق الحياة ، أعشق الحرية ، أعشق السعادة ، أعشق كل شيءٍ جميل…كنت أعيش في مدينة جميلة اسمها سراقب.. أحبها حباً جماً حتى أنني أحب الأحرف المكونة منها كلمة سراقب…كنت أعيش في بيتٍ كبيرٍ جميلٍ دافئٍ ، يعج بالذكريات ، فكل ركنٍ في بيتي لي فيه ذكريات ، فهذه غرفتي…إنها مملكتي ،هنا ألصق رسوماتٍ رسمتها بيديَّ على جدران الغرفة ، وهذه صور لي معلقة ، كل صورة تعبر عن مرحلةٍ من مراحل حياتي …غرفتي صندوق ذكرياتي..فيها ألعابي صوري … قصصي … ملابسي ….. سريري ..كل شيءٍ جميل في غرفتي ، أخرج من غرفتي لأدخل غرفة أخوتي وأرى ألعابهم ورسوماتهم ، وهذا أخي يلصق على خزانته صورته وأخي الثاني يلصق إحدى شخصيات الكرتون ، وأخي الثالث يلصق صورة لاعب كرة القدم الذي يحبه ..وهذه غرفة والديَّ ، وهذه غرفة الجلوس ،هنا يجلس أبي يشاهد التلفاز وهناك تجلس أمي .
بيتي له حديقة تملؤها الأزهار من كل لون كل ما فيها زرعه أبي وأمي وكانا ينكبان على رعاية ما يزرعانه ويسقيانه ، كأنه واحد من أبنائهما ، وهناك الأرجوحة أجلس فيها وأتأرجح  وقتها كنت أحلم بأنني يوما ما سأذهب إلى الجامعة ، وأحقق ما أحلم به ، كانت أرجوحتي مقر أحلامي ، وأخوتي يلعبون من حولي ، أما مدرستي فهي بيتي الثاني ، معلماتي …  صديقاتي، في هذا الدرس حدث كذا، وفي ذاك الدرس صار كذا ، ومعلمتي قالت كذا ، وصديقتي همست بأذني حديثًا  أضحكني، وهذه مقاعد الدراسة التي شهدت دروسنا وأوقات الامتحانات … آهٍ كم كانت عصيبة ، وأوقات توزيع النتائج ، كم كانت رائعة تلك اللحظات ،حيث أحصد نتيجة جدي واجتهادي …ذكريات ..ذكريات..ذكريات…كأنه حلم مر بمخيلتي … بات علي أن أتذكر ما رأيته في هذا الحلم فأنا الآن وبسرعة وبدون مقدمات كُتِبَ علينا الرحيل، وبات سفرنا أمرًا ضروريًا .
حزمت والدتي أمتعتنا ، وتركنا كل شيءٍ جميلٍ في بيتنا ، في مديتنا ، ووجب علي أن أودع صديقاتي وأقاربي جاهدة أن يكون وداعنا دون بكاء ، إلا أنني كنت كالطير يضحك مذبوحًا من الألم ، ولما سافرنا انفجرت بالبكاء طوال طريق السفر،لن أنسى ما حييت تلك اللحظات .
وهكذا وصلنا إلى المدينة الجديدة التي سنعيش فيها – مدينة دبي – بدولة الإمارات ،لا أنكر أنها جميلة إلا أنها غريبة عني لا أعرف فيها أحدًا، ولا أحد يعرفني ،أعيش في بيت لا أنكر أنه جميل إلا أن بيتي كان أجمل ،وكذا غرفتي هنا أيضا جميلة إلا أنها ليست كغرفتي التي أحبها ونشأت بها ، وليس لي فيها أية ذكريات..وبات علي الذهاب إلى المدرسة ، طبعا في أول يوم ذهبت إلى المدرسة ، كنت أشعر برغبة شديدة في البكاء، بل كنت أريد أن اصرخ ليسمعني كل من في المكان :
لا أريد هذه المدرسة ولا أريد أن أعيش هنا ، أريد مدرستي وصديقاتي ومعلماتي
…لكني لم أفعل هذا لأني أعرف أن هذا قد أصبح مستحيلا، وبات عليّ    التأقلم مع كل شيء هنا….وشيئا فشيئا إذا بي أجد المدرسة جميلة فعلا ، بدأت رويدا رويدا أتعرف على المعلمين والمعلمات …… أصبحتُ أحبهم وأحبهم كثيرا،كما كنت أحب معلماتي في سوريا……….وشيئا فشيئًا صرت أتعرف إلى صديقات جديدات ، وأجد من بينهن من تشبه صديقاتي اللاتي تركتهن في بلدي ، لا أنكر أنني في كثير من الأحيان، والمعلمة تشرح الدرس أجهش بالبكاء ولا أستطيع التوقف ،لأني أتذكر صديقاتي ،وأشعر بشوقٍ كبيرٍ لهن وأحن لما عشناه سويا ، أشعر بالحنين إلى مدينتي ، إلى شوارعها وبساتينها ومزارعها……
من هنا كنا نشتري الطعام ،ومن هنا كنا نشتري الفواكه والخضار،ومن هناك نشتري الملابس والألعاب…أحن إلى بيتي،أحن إلى جدرانه،أحن إلى ذكرياتي فيه ، أحن إلى غرفتي وألعابي ، أحن إلى صديقاتي  ، إلى أقاربي،أحن إلى الهواء الذي كنا نستنشقه في بلدي ،أحن إلى الخبز الذي كنا نأكله….أحن وأحن وأحن إلى كل شيءٍ هناك…
هناك حيث جنة الله على الأرض… سوريا
الفجر فجرها والزمان زمانها…..تستيقظ على آذان الفجر ،وتنام على هدهدة تراتيل الكنائس
سوريا ياقصيدة الله ،ويا ولادة الأوفياء ، ويا عالية الجبين والعنفوان….أستيقظ في كل صباح وأدعو الله أن يحمي سوريا وأن يزول هذا الليل الدامس الظلمة، ليبزغ الفجر من جديد على بلدي ، وأعود
لأعيش في أحضانها…أنام وأنا أدعو دعائي هذا…….وسأواظب عليه حتى يستجيب الله لي
 وأعود إلى أحضان أمي الرؤوم.
 

مشاركة مميزة

سلامٌ إليكِ

سلامٌ إليكِ                         شعر : علاء دياب سلامٌ إليكِ في كلِّ حيــــن فَأَنْتِ الحقيقةُ لو تُدركيــن وأنتِ ...