الجمعة، 31 أكتوبر 2014

كان وأخواتها

كان وأخواتها 
النسخ في اللغة : التغيير والإزالة 
في الاصطلاح : هو تغيير حكم المبتدأ والخبر 
النواسخ منها الأفعال ومنها الحروف :
الأفعال التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ( كان وأخواتها )
 ومنها الأفعال التي تنصب المبتدأ والخبر ( ظن وأخواتها )
 ومنها الحروف التي تنصب المبتدأ وترفع الخبر ( إن وأخواتها )  . 


كان وأخواتها 
 كانَ – ظَلَّ – باتَ – أصْبحَ – أضْحَى – أمْسَى – صارَ – ليْسَ – مازالَ – ما بَرِح – ما فتِئَ – ما انفكَّ – مادامَ 



كان وأخواتها هي أفعال ناسخة ترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
الجوُّ صحوٌ
جملة مكونة من مبتدأ وخبر ،
الجوُّ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ،
صحوٌ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة . 
سؤال : ما الذي رفع المبتدأ ؟ 
الجواب : الذي رفع المبتدأ عامل معنوي وهو الابتداء ، والعامل في رفع الخبر هو المبتدأ 
قال ابن مالك – رحمه الله - : 
وَرَفَعُوا مُبْتَدَأً بالاِبْتِدَا……كَذَاكَ رَفْعُ خَبَرٍ بِالْمُبْتَدَا
مثال : 
صارَ الجوُّ صحواً 
 فـ صار ناسخة من أخوات كان ، دخلت على الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ والخبر ، فتغير المبتدأ وتغير الخبر 
صارَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبنيٌّ على الفتح 
الجوُّ : اسم صارَ مرفوع وعلامة رفعه الضمة 
صحواً : خبر صارَ منصوب وعلامة نصبه الفتحة 
قال ابن مالك – رحمه الله - :
تَرْفَعُ كَانَ المُبْتَدَا اسْمًا والْخَبَرْ ..... تَنْصِبُهُ كَكَانَ سَيِّدًا عُمَرْ
كَكَانَ ظَلَّ بَاتَ أَضْحَى أَصْبحَا… أَمْسَى وَصَارَ لَيْسَ زَالَ بَرِحَا
الشرطيُّ منتبهٌ 
كانَ الشرطيُّ منتبهاً – صارَ الشرطيُّ منتبهاً – ظَلَّ الشرطيُّ منتبهاً – مازالَ الشرطيُّ منتبهاً ، وهكذا 
كانَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح .
 الشرطيُّ : اسم كانَ مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
 منتبهاً : خبر كانَ منصوب وعلامة نصبه الفتحة 
كانَ الجوُّ صحواً ، أي أن هذا الحدث قد انتهى في الماضي 
كانَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في الزمن الماضي 
أصْبحَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في وقت الصباح .
أصْبحَ الجوُّ صحواً ، أصْبحَ الحزينُ مسروراً .
أضْحىَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر وقت الضُحى 
ظَلَّ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر طوال النهار .
 ظَلَّ الجنديُّ وافقاً 
أمْسَى : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في وقت المساء
باتَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في الليل .
 باتَ التلميذُ ساهراً
ليْسَ : تفيد النفى .
 ليْسَ الماءُ طاهراً 
صارَ : تفيد التحويل والصيرورة .
 صارَ العلمُ مرفوعاً 
مازالَ : تفيد الاستمرار
مازالَ الحقُّ واضحاً
مادامَ : تفيد الدوام .
 سأذكرُ الله ما دمتُ حياً
مافتِئَ : تفيد الاستمرار .
 مافتِئَ التليمذُ يستذكر دروسه 
ما بَرِح : تفيد الاستمرار .
 ما بَرِح الطالبُ يبكي
ما انفكَّ : تفيد الاستمرار .
 ما انفكَّ النورُ ساطعاً
ملحوظة : 
هذه الأفعال الناسخة تكون أخبارها إما مفردة أو جملة ( فعلية – اسمية ) أو شبه جملة 
صارَ الماءُ دافئاً ، دافئاً : خبر صار ، ونوعه : مفرد 
صارَ الجوُّ هواؤه عليلٌ ، الجملة الاسمية هواؤه عليلٌ في محل نصب خبر الفعل الناسخ صار .
ظَلَّ الماءُ يغلي في القدر ، الجملة الفعلية يغلي من الفعل والفاعل في محل نصب خبر الفعل الناسخ ظَلَّ .
مازال الضيفُ في البيتِ ، شبه الجملة في البيت جار ومجرور في محل نصب خبر الفعل الناسخ 
سؤال : هل يأتي من هذه الأفعال صيغة غير الماضي ؟ 
الجواب : نعم ولكن ليس على إطلاقه ، فهناك ما يتصرف ، وهناك الجامد ، وهناك الذي يتصرف تصرفاً ناقصاً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القسم الأول : الذي يتصرف تصرفاً تاماً
( أي يكون ماضيا ومضارعا وأمرا )
)   كان – صار – ظل – بات – أصبح – أمسى – أضحى ) 
كان – يكون – كن ، صار – يصير – صر ،ظل – يظل – ظَل ، أضحى – يضحي – اضح ، بات – يبيت – بت ، أمسى – يمسي – امس ، وهكذا 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثال :
كانَ الهواءُ عليلاً
كانَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح
 الهواءُ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، 
عليلاً : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
هذا في صيغة الماضي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يكون الهواءُ عليلاً
يكون : فعل مضارع ناسخ ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الهواءُ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة
 عليلاً : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
وهذا في صيغة المضارع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كُنْ عليلاً 
كُنْ : فعل أمر ناسخ ناقص مبني على السكون
واسم كان ضمير مستتر تقديره أنت
 عليلاً : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
وهذا في صيغة الأمر . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القسم الثاني : الذي يتصرف تصرفاً ناقصاً
( أي يكون منه الماضي والمضارع فقط )
(( مازال – ما انفك – ما فتئ – ما برح )) 
مايزال – ما ينفك – ما يفتأ – ما يبرح 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القسم الثالث : الذي لا يتصرف مطلقا ( أي الماضي فقط ) 
( ليس – مادام ) 
ملحوظة :
هذه الأفعال ليس على حد سواء من حيث العمل ، هناك ما يعمل منها بدون شرط ، وهناك ما يعمل بشروط ، والعمل هو رفع المبتدأ ونصب الخبر . 
الأفعال التي تعمل بدون شروط 
(  كان – ظل – بات – أصبح – أضحى – أمسى – صار – ليس ) 
أصْبحَ القلبُ مطمئناً بذكرِ الله 
أصْبحَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح
 القلبُ : اسم أصبح مرفوع وعلامة رفعه الضمة
 مطمئناً : خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة
 بذكر : الباء حرف جر وذكر اسم مجرور وهو مضاف
 الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .
أضْحى القلبُ مطمئناً بذكر الله ، أمْسى القلبُ مطمئناً بذكر الله ، ظَلَّ القلبُ مطمئناً بذكر الله . 
الافعال التي تعمل بشروط 
(  مازل – ما برح – ما انفك – ما فتئ ) 
أن يكون مسبوقاً بنفي أو شبه نفي ، أي يجب أن تتصدر بنفي أو شبه نفي 
مازلَ القلبُ مطمئناً بذكر الله ، ولا يجوز أن نقول : زال القلب مطمئناً بذكر الله 
مازالَ : ما : حرف نفي مبني على السكون ، زال : فعل ماض ناقص ناسخ مبني على الفتح ، أو نقول مازالَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التمام والنقص 
تستعمل تامة معناها : أن تستغني بمرفوعها عن الخبر ، أما الناقصة : فهي التي يحتاج إلى خبر يتمم معناها 
إذا قلنا صارَ الجوُّ وسكتنا ، يكون الكلام ناقصا ، لم نقبض على معنى ، فلا بد من خبر 
صارَ الجوُّ صحواً
قال الشاعر :
إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ فَأَدْفِئُونِي .......... فَإِنَّ الشَّيْخَ يَهْدِمُهُ الشِّتَاءُ
كان هنا ليس فعلا ناقصا ، بل هو تام ، كان : فعل ماض مبني على الفتح ، الشتاءُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، كأنه يقول إذا حدث الشتاء فأدفئوني 
والتمام : أن يكون الفعل دالا على حدث وزمن معا ، وهو تام لأنه اكتفى بالمرفوع 
قال تعالى " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ " 
تمسون وتصبحون ليست من الأفعال الناقصة هنا ، لكنها تامة 
كان لها أحكام خاصة 
الحكم الأول 
قال ابن مالك – رحمه الله - : 
وَقَدْ تُزَادُ كَانَ فِي حَشْوٍ كَمَا ……كَانَ أصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّمَا
أي يكون السياق تاماً بدونها
تكون بين المبتدأ والخبر 
مثال :
زيدٌ كانَ قائمٌ ، أي هنا زائدة لا عمل لها ، زيد : مبتدأ ، قائم : خبر ، وكان هنا حشو زائدة لا عمل لها ، أي أن المعنى بدونها كما هو .
تكون بين الفعل ومرفوعه ، مثاله : لا يوجد من كان مثلك ، أي لا يوجد مثلك
تكون بين الصلة والموصول ، مثاله : جاء الذي كان أكرمته ، أي جاء الذي أكرمته
تكون بين الصفة والموصوف ، مثاله : مررتُ برجلٍ كان قائم ، أي مررت برجل قائم
ملحوظة :
نعرف إذا كانت حشواً إذا حذفناها من السياق والمعنى لا يتغير . 
زيدٌ قائمٌ ، زيدٌ كان قائمٌ ، زيدٌ كان قائماً 
زيدٌ كان قائمٌ ، كان هنا زائدة لا عمل لها
زيدٌ كان قائماً ، كان هنا فعل ناسخ ناقص ، واسمها ضمير مستتر تقديره هو ، قائما : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وزيدٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة 
الحكم الثاني 
قال ابن مالك – رحمه الله - : 
وَيَحْذِفُونَهَا وَيُبْقُونَ الْخَبَرْ……وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كَثيراً ذَا اشْتَهَرْ
أي يجوز حذف كان مع اسمها ويبقى خبرها
قال النبي صل الله عليه وسلم " التمس ولو خاتماً من حديد "
هناك تقدير أي التمس ولو كان الملتمس خاتماً من حديد ، كان واسمها محذوفان
الحكم الثالث 
قال ابن مالك – رحمه الله - :
وَمِنْ مُضَارِعٍ لِكَانَ مُنْجَزِمْ ……تُحْذَفُ نُونٌ وَهُوَ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ
حذف النون جائز في المضارع المجزوم 
يكون ، لم يكون ، والقاعدة تقول : إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق وإن يكن ليناً فحذفه استحق ، نحذف الواو لأنه حرف لين ، فتصبح لم يكُ ، حذفت النون للتخفيف ، وإذا قلنا لم يكن فتكون صواباً أيضا .



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سلامٌ إليكِ

سلامٌ إليكِ                         شعر : علاء دياب سلامٌ إليكِ في كلِّ حيــــن فَأَنْتِ الحقيقةُ لو تُدركيــن وأنتِ ...