السبت، 2 فبراير 2013

شعراء بلدي ( 2 )

شعراء بلدي ( 2 )

كتبها علاء دياب ، في 9 مارس 2010 الساعة: 08:52 ص


الشاعرة
هيام محمد عبد الفتاح الصباغ
اليوم أقدم لكم شاعرة كبيرة من شعراء إيتاي البارود
إنها الشاعرة والزميلة الأستاذة / هيام محمد عبد الفتاح الصباغ
هيام الصباغ مدرسة لغة عربية عملت معي في مدرسة ماجدة الصيرفي الإعدادية بنات بإيتاي البارود .. وهي من قرية كفر مجاهد
عندما تقرأ شعر هيام الصباغ تشعر أنها شاعرة قديرة متمكنة من اللغة والأساليب والصور الشعرية وسوف أقدم لكم هنا قصيدة كتبتها في نفس اليوم الذي اغتالت فيه نيران العدو الصهيوني الطفل محمد جمال الدرة في فلسطين المحتلة .. كتبت هيام قصيدتها على لسان الأب المكلوم وكأنها كانت في موقع الحادث الأليم
سأترككم مع القصيدة  .. وأنتظر تعليقاتكم
دماء الله
شعر : هيام الصباغ
ولدي ….
لو تسألُني أمُّكَ عنك …
كيف أُجيبُ عليها ؟!!!
****
ستمزقُني حين تُسائلُ .. أينَ مُحمَّد ؟!
أين سأهرب من عينيها ؟!
كيف أقول لأمك أن محمدَ ذهب إلى ربه ؟!
ملتفًا بوشاحٍ من صبر الله علينا
ورداءٍ من غضبه .
****
كيف أقول لأمك إني لا أملكُ شيئًا
حين اقتربوا منك ذئابًا جوعى
إلا الخوف
إلا الحصن الضيق جدا .. عن إخفائك
عن لملمة الفزع الطائشِ من أحداقك
غير صراخي
حين تهدَّل جسمك بين يديَّ
حين استشعرَ جسدي البارد هلعًا
وقع دماكَ عليَّ …..
****
آهٍ يا ولدي ..
حين انكسرت في حلقك كلمة
آهٍ يا أبتِ
آه من ضعفي
من سيفي المشلولة .. من صمتي
آهٍ يا ولدي ..
حين تعلقت بعنقي
ورشقت بعينيَّ آخر نظره
وأنت تودع دنيانا المُرَّه
ثم تراخت عني يداك
****
بحق أناملك اللاتي قبضن على قلبي
حين قبضن على جسمي
بحق ملامحك الوارثها رسمي
بحق حمامات سقطت صرعى
في ساحة مسجدك الأقصى
حين صعدت إلى مولاك
لن تنساك القدس يا ولدي
ولن أنساك
****
أنت جريمةُ أمة
رضِيَتْ بالذل
فما انزاحت عنها الغمة
أنت على مَنْ قنعوا بالرفض
وبالشجب والاستنكار
كنت العار
وكنت الوصمة
فلعلك يا ولدي تشعل في الغد النار
وتصبح نور العتمة
****
لكن .. قل لي
ماذا أقول لأمك ؟!
لو سألتني أين محمد ؟!
مَنْ سيجيب عليها ؟!
إن سامحت أباك
هل أمك تعذرني ؟!
ومَنْ سيسوق العذر إليها ؟!
من يقنعها
أني لم أملك حين أتوك
إلا الصرخة ؟!!!
مَنْ يُفْهِم أمكَ يا ولدي
وجعي في تلك اللحظة ؟!!
من يقنعها
أني قد سافرت إلى غضبي
لما فرت من أنفاسك آخر زفرة ؟!!
من يقنعها
أني لو ساقوا العالم جيشًا
لن أتصالح
حتى لو هددني
كل شيوخ الرفض والاستغراب
المقتنعين بكسرة خبز
من كفِّ الأغراب
بقطع الماء ومنع الزاد
بلا أسباب
لن أتصالح
بعدك ما من غالٍ
عدتُ أخاف عليه من الجوع
ويبقى ربي المانع وحده
وهو المانح
****
من يقنعها
أن الصبر ليس طريق الأعمى دومًا
وليس رداء العاجز أبدًا .. يا ولداه ؟!!
أن خيول الغضب الثكلى
تجوب القدس محمحمة
إذا حانت بالقدس صلاه
أن عيونك .. وجهك ..
لحظة أن قذفوك
شهقتك المشطورة نصفين
وثأرك … لن أنساه
فدماك على الأرض الطيبة الصابرة
ليست لي
فتلك يا ولدي
دماء الله
فتلك يا ولدي
دماء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سلامٌ إليكِ

سلامٌ إليكِ                         شعر : علاء دياب سلامٌ إليكِ في كلِّ حيــــن فَأَنْتِ الحقيقةُ لو تُدركيــن وأنتِ ...