أُمُورٌ يَنبَغِي إِدْرَاكُهَا وَتَعَلُّمُهَا فِي
العِشْرِينَاتِ
1) الحَيَاةُ قَدْ بَدَأَتْ بِالفِعْلِ
بِمُجَرَّدِ
بُلُوغِكَ العِشْرِينَاتِ، لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ مَجَالٌ لِتَأْجِيلِ الأُمُورِ
إِلَى "المُسْتَقْبَلِ"، فَأَنْتَ الآنَ تَعِيشُ مُسْتَقْبَلَكَ. لِذَا،
عَلَيْكَ أَنْ تَتَعَامَلَ مَعَ وَاقِعِكَ بِجِدِّيَّةٍ، فَالاِنْتِظَارُ
وَالتَّسْوِيفُ لَنْ يُجْلِبَا لَكَ سِوَى التَّأَخُّرِ عَنِ الرَّكْبِ.
2) الصَّدَاقَةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ تَوَاصُلٍ اِفْتِرَاضِيٍّ
الصَّدِيقُ الحَقِيقِيُّ لَيْسَ مُجَرَّدَ شَخْصٍ
تَتَحَدَّثُ مَعَهُ عَبْرَ الإِنْتِرْنِتِ، بَلْ هُوَ مَنْ عَاشَ مَعَكَ
المَوَاقِفَ المُخْتَلِفَةَ، وَشَارَكَكَ التَّجَارِبَ الحَيَاتِيَّةَ. عِنْدَ
الشَّدَائِدِ، لَنْ تَجِدَ إِلَّا مَنْ كَانَ صَدِيقًا حَقِيقِيًّا فِي الوَاقِعِ،
لَا مُجَرَّدَ شَخْصٍ يَظْهَرُ فِي المُحَادَثَاتِ الاِفْتِرَاضِيَّةِ.
3) الحُبُّ مَسْؤُولِيَّةٌ، وَعَوَاقِبُهُ تَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ
إِنْ قَرَّرْتَ خَوْضَ تَجْرِبَةِ الحُبِّ،
فَعَلَيْكَ أَنْ تُدْرِكَ أَنَّ الطَّرِيقَ لَيْسَ دَائِمًا مَفْرُوشًا
بِالوُرُودِ، وَقَدْ تُوَاجِهُ اِنْكِسَارَاتٍ عَاطِفِيَّةً. كُنْ مُسْتَعِدًّا
لِذَلِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأَلَمَ سَيَمُرُّ، لَكِنَّ أَثَرَهُ قَدْ يَسْتَمِرُّ
لِفَتْرَةٍ، لِذَا تَعَامَلْ مَعَهُ بِحِكْمَةٍ.
4) التَّعَلُّمُ لَا يَتَوَقَّفُ بِاِنْتِهَاءِ الدِّرَاسَةِ
إِذَا كُنْتَ تَطْمَحُ إِلَى التَّمَيُّزِ،
فَعَلَيْكَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي التَّعَلُّمِ بَعْدَ تَخَرُّجِكَ، لَا سِيَّمَا
فِي مَجَالِكَ، بَلْ وَفِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى إِنِ اسْتَطَعْتَ. حَيْثُمَا
تَتَوَقَّفْ عَنِ التَّعَلُّمِ، تَتَوَقَّفْ عَنِ التَّقَدُّمِ.
5) العَائِلَةُ هِيَ الرَّكِيزَةُ الأَهَمُّ
مَهْمَا بَلَغَتْ مَشَاغِلُكَ، لَا تُهْمِلْ
أُسْرَتَكَ، فَالعَائِلَةُ هِيَ الدَّعْمُ الحَقِيقِيُّ لَكَ، وَهِيَ الَّتِي
سَتَظَلُّ بِجَانِبِكَ فِي كُلِّ الظُّرُوفِ.
6) لَا تَسْمَحْ لِنِقَاطِ ضَعْفِكَ بِأَنْ تُعِيقَكَ
بَدَلًا مِنَ التَّرْكِيزِ عَلَى عُيُوبِكَ،
اِحْرِصْ عَلَى تَطْوِيرِ نِقَاطِ قُوَّتِكَ وَتَحْسِينِهَا، وَمَعَ مُرُورِ
الوَقْتِ، اِعْمَلْ عَلَى مُعَالَجَةِ نِقَاطِ ضَعْفِكَ خُطْوَةً بِخُطْوَةٍ.
7) كُلُّ نَجَاحٍ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا
لَا شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الإِنْجَازَ يَأْتِي
بِسُهُولَةٍ، فَكُلُّ هَدَفٍ عَظِيمٍ يَتَطَلَّبُ مِنْكَ العَمَلَ وَالتَّضْحِيَةَ.
8) التَّطَوُّرُ يَبْدَأُ بِالخُرُوجِ مِنْ مَنطِقَةِ الرَّاحَةِ
كُلُّ تَجْرِبَةٍ تَنْقُلُكَ إِلَى مُسْتَوًى
أَعْلَى فِي حَيَاتِكَ تَأْتِي بَعْدَ تَجَاوُزِكَ لِمَخَاوِفِكَ
وَتَحَدِّيَاتِكَ، فَلَا تَخْشَ مُوَاجَهَةَ الجَدِيدِ.
9) الظُّلْمُ أَمْرٌ مُحْتَمَلٌ، لَكِنْ لَا تَسْتَسْلِمْ لَهُ
سَتُوَاجِهُ
مَوَاقِفَ غَيْرَ عَادِلَةٍ فِي حَيَاتِكَ، لَكِنْ بَدَلًا مِنَ الاِسْتِسْلَامِ،
اِسْتَخْدِمْهَا كَدَافِعٍ لِتُصْبِحَ أَقْوَى وَأَكْثَرَ إِصْرَارًا.
10) لَيْسَت كُلُّ العَلَاقَاتِ قَابِلَةً لِلإِصْلَاحِ
إِذَا حَاوَلْتَ مِرَارًا إِصْلَاحَ عِلَاقَةٍ
وَلَمْ تَجِدْ أَيَّ نَتِيجَةٍ، فَرُبَّمَا يَكُونُ مِنَ الأَفْضَلِ تَرْكُهَا
وَالمَضِيُّ قُدُمًا دُونَ أَنْ تُضَيِّعَ عُمْرَكَ فِي مُحَاوَلَةِ تَرْمِيمِ مَا
لَا يُمْكِنُ إِصْلَاحُهُ.
11) الاِجْتِهَادُ يَجْلِبُ الحَظَّ
الحَظُّ لَيْسَ مُجَرَّدَ مُصَادَفَةٍ، بَلْ يَأْتِي
لِمَنْ يَعْمَلُ بِجِدٍّ وَيَسْتَمِرُّ فِي السَّعْيِ نَحْوَ أَهْدَافِهِ.
12) أَفْضَلُ وَقْتٍ لِلبَدْءِ هُوَ الآنَ
قَدْ يَكُونُ الوَقْتُ المُثَالِيُّ لِفِعْلِ شَيْءٍ
مَا قَدْ مَضَى، لَكِنَّ ثَانِيَ أَفْضَلِ وَقْتٍ هُوَ الآنَ. لَا تَنْتَظِرِ
اللَّحْظَةَ المُنَاسِبَةَ، بَلِ ابْدَأْ الآنَ، وَسَتَجِدِ الطَّرِيقَ يُمَهَّدُ
لَكَ مَعَ كُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا.
13) حَدِّدْ أَوْلَوِيَّاتِكَ بِحِكْمَةٍ.
لَا يُمْكِنُكَ فِعْلُ كُلِّ شَيْءٍ أَوِ التَّوَاجُدُ
فِي كُلِّ مَكَانٍ، لِذَا تَعَلَّمْ كَيْفَ تَخْتَارُ الْأَشْيَاءَ الَّتِي
تَسْتَحِقُّ وَقْتَكَ وَجُهْدَكَ.
14) قَدِّرْ مَنْ حَوْلَكَ.
لَا تَأْخُذْ وُجُودَ النَّاسِ فِي حَيَاتِكَ
كَأَمْرٍ مُسَلَّمٍ بِهِ، بَلِ احْتَرِمْهُمْ وَأَشْعِرْهُمْ بِقِيمَتِهِمْ.
15) اسْتَثْمِرْ فِي نَفْسِكَ وَتَعَلَّمْ بِاسْتِمْرَارٍ.
كُلُّ تَجْرِبَةٍ تُضِيفُ إِلَى خِبْرَاتِكَ، فَاحْرِصْ
عَلَى التَّعَلُّمِ مِنَ الْآخَرِينَ، وَضَبْطِ مَشَاعِرِكَ، وَالِاسْتِثْمَارِ
فِي تَطْوِيرِ ذَاتِكَ.
16) التَّسْوِيفُ هُوَ عَدُوُّ الْإِنْجَازِ.
كَلِمَةُ "لَاحِقًا" تَعْنِي غَالِبًا
"لَنْ أَفْعَلَ"، لِذَا احْرِصْ عَلَى تَنْظِيمِ وَقْتِكَ وَتَرْتِيبِ
أَوْلَوِيَّاتِكَ لِإِنْجَازِ الْمَهَامِّ بَدَلًا مِنْ تَأْجِيلِهَا.
17) الصِّحَّةُ أَمَانَةٌ، فَاعْتَنِ بِجَسَدِكَ.
اجْعَلِ النَّشَاطَ الْبَدَنِيَّ جُزْءًا مِنْ
حَيَاتِكَ، وَلَوْ كَانَ بِالْمَشْيِ يَوْمِيًّا، فَجَسَدُكَ هُوَ الَّذِي
سَيَحْمِلُكَ طِوَالَ عُمْرِكَ، فَاعْتَنِ بِهِ جَيِّدًا.
18) الْخَسَارَةُ جُزْءٌ مِنَ الْحَيَاةِ، فَتَقَبَّلْهَا بِحِكْمَةٍ.
سَتُوَاجِهُ الْخَسَائِرَ فِي حَيَاتِكَ، سَوَاءً
فِي الْمَالِ أَوِ الْعَلَاقَاتِ أَوِ الْفُرَصِ، لَكِنَّ الْأَهَمَّ هُوَ أَنْ
تَتَعَلَّمَ مِنْ أَخْطَائِكَ، فَالتَّوَقُّفُ عِنْدَ الْخَسَارَةِ سَيَمْنَعُكَ
مِنَ التَّقَدُّمِ.
19) لَا تَعْتَمِدْ عَلَى الْآخَرِينَ، وَابْذُلْ جُهْدَكَ بِنَفْسِكَ.
الْمُسَاعَدَةُ
قَدْ تَأْتِي مِنَ الْآخَرِينَ، لَكِنْ لَا أَحَدَ سَيَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ
نِيَابَةً عَنْكَ، لِذَا اعْتَمِدْ عَلَى نَفْسِكَ، وَاعْمَلْ بِجِدٍّ لِتَحْقِيقِ
أَهْدَافِكَ.
20) الْإِدَارَةُ الْجَيِّدَةُ أَهَمُّ مِنَ الْعَمَلِ الشَّاقِّ وَحْدَهُ.
الْعَمَلُ بِجِدٍّ لَيْسَ كَافِيًا وَحْدَهُ
لِجَنِيِ الْمَالِ أَوِ النَّجَاحِ، بَلِ الْأَهَمُّ هُوَ إِدَارَةُ نَفْسِكَ
وَوَقْتِكَ بِذَكَاءٍ، وَالِاسْتِفَادَةُ مِنْ إِمْكَانِيَّاتِ مَنْ حَوْلَكَ
بَدَلًا مِنْ أَنْ تَفْعَلَ كُلَّ شَيْءٍ بِنَفْسِكَ.
اسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَلَا تَيْأَسْ، وَابْدَأْ
مِنَ الْآنِ، فَالتَّأْخِيرُ لَا يُجْلِبُ سِوَى النَّدَمِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق