بِرُّ
الْوَالِدَيْنِ
————-
بِرُّ الْوَالِدَيْنِ هُوَ تَاجُ الْعَظَمَةِ
عَلَى رُؤُوسِ الطَّائِعِينَ، وَجَوَازُ عُبُورٍ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ.
إِنَّهُ مِنْ أَهَمِّ الْوَاجِبَاتِ وَمِنْ
أَعْظَمِ الْفَرَائِضِ الَّتِي لَا تَسْقُطُ بِالتَّقَادُمِ، وَحَقٌّ عَظِيمٌ لَا
يُوَازِيهِ حَقٌّ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ
وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (النِّسَاءُ: 36).
الْبِرُّ يَعْنِي أَنْ تَكُونَ لَيِّنًا فِي
الْقَوْلِ، عَطُوفًا فِي الْفِعْلِ، وَدَائِمًا فِي الدُّعَاءِ لَهُمَا حَيَّيْنِ
أَوْ مَيِّتَيْنِ.
فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ وَالْبَرَكَةَ،
فَلْيَكُنْ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ، فَإِنَّهُمَا بَوَّابَتَانِ لِلْجَنَّةِ،
وَخَسَارَةٌ عَظِيمَةٌ مَنْ فَرَّطَ فِيهِمَا.
فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ
جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ:
“رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ”
(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ). فَهَذَا الْحَدِيثُ يُؤَكِّدُ أَنَّ بَرَّ
الْوَالِدَيْنِ لَيْسَ مُجَرَّدَ تَوْصِيَةٍ أَوْ أَدَبٍ، بَلْ هُوَ جُزْءٌ
أَصِيلٌ مِنْ دِينِنَا الْحَنِيفِ.
ثَمَرَاتُ بَرِّ الْوَالِدَيْنِ
1)رِضَا اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: فَمَنْ
بَرَّ وَالِدَيْهِ نَالَ رِضَا اللَّهِ، وَهَذَا أَعْظَمُ الْمَكَاسِبِ.
2)طُولُ الْعُمْرِ وَالْبَرَكَةُ فِي الرِّزْقِ:
كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ
وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ)،
وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَبْدَأُ بِالْوَالِدَيْنِ.
3)الْجَنَّةُ مَصِيرُهُ: فَالنَّبِيُّ ﷺ قَالَ:
“الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ
الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ” (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).
عَقُوقُ الْوَالِدَيْنِ
أَمَّا مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ، فَقَدْ وَقَعَ
فِي أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ
بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:
الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ” (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
وَمُسْلِمٌ).
لِيَكُنْ كُلُّ مُسْلِمٍ مُحَافِظًا عَلَى
هَذَا الْحَقِّ الْعَظِيمِ، فَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ هُوَ طَرِيقُ الْفَلَاحِ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَبِهِ تَكُونُ الْحَيَاةُ أَجْمَلَ وَالْقُلُوبُ
أَطْيَبَ.
———-
كتبه: علاء دياب
الخميس 23 من يناير 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق