لَا
حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
بقلم: عَلَاءُ دِيَابَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإِكْثَارُ مِنْ قَوْلِ "لَا حَوْلَ
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ تُقَرِّبُ الْعَبْدَ
مِنْ رَبِّهِ، وَتُعِينُهُ عَلَى تَحَمُّلِ مَصَاعِبِ الدُّنْيَا وَمَشَاقِّهَا.
فَإِذَا لَزِمَتَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ، فَقَدْ أَلْقَيْتَ رُوحَكَ فِي أَيْدِي
رَحْمَةِ اللَّهِ، وَعَلَّقْتَ قَلْبَكَ بِقُدْرَتِهِ وَعَطَائِهِ.
مَعْنَى لَا حَوْلَ
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
قَوْلُ "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ" يَعْنِي الإِقْرَارَ بِضَعْفِ الْإِنْسَانِ وَعَدَمِ قُدْرَتِهِ
عَلَى تَحْقِيقِ شَيْءٍ إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ. فَهِيَ تَسْلِيمٌ تَامٌّ
بِأَنَّ كُلَّ قُوَّةٍ أَوْ حَرَكَةٍ أَوْ دَفْعٍ لِلْمَصَاعِبِ إِنَّمَا هِيَ
بِفَضْلِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ.
فَضْلُ هَذِهِ
الْكَلِمَةِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ: لَا حَوْلَ
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ" (رَوَاهُ
البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). وَفِي هَذَا تَأْكِيدٌ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ
لَيْسَتْ مُجَرَّدَ لَفْظٍ، بَلْ هِيَ عِبَادَةٌ قَلْبِيَّةٌ تُعَبِّرُ عَنْ
التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ وَالثِّقَةِ بِهِ.
التَّوَكُّلُ عَلَى
اللَّهِ وَالِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ
فِي كُلِّ مَرَّةٍ تَقُولُ فِيهَا "لَا
حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"، تَسْتَحْضِرُ فِي قَلْبِكَ أَنَّ
اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ وَلِيُّ أَمْرِكَ، وَأَنَّ تَدْبِيرَ أُمُورِكَ
بِيَدِهِ، وَأَنَّهُ لَا خَيْرَ يَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ. فَهِيَ
عِبَادَةٌ تُثَبِّتُ الْقَلْبَ وَتُزِيلُ الْهَمَّ، وَتُقَوِّي النَّفْسَ عَلَى
مُوَاجَهَةِ كُلِّ بَلَاءٍ.
لَا حَوْلَ وَلَا
قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فِي الضَّرَّاءِ وَالسَّرَّاءِ
فِي الضَّرَّاءِ، تُعِينُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ
عَلَى الصَّبْرِ وَالِاحْتِسَابِ. وَفِي السَّرَّاءِ، تُذَكِّرُ الْعَبْدَ بِأَنْ
كُلَّ نِعْمَةٍ هِيَ مِنْ عَطَاءِ اللَّهِ، فَيَزْدَادُ شُكْرًا وَتَوَاضُعًا.
الخَاتِمَةُ
فَلْنُكْثِرْ
مِنْ قَوْلِ "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"، فَهِيَ
كَلِمَةٌ تَجْمَعُ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَتَفْتَحُ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ
وَالرِّضَا. وَلْنَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فِي كُلِّ أُمُورِنَا، فَإِنَّهُ
وَلِيُّ أَمْرِنَا وَمُجِيبُ دُعَائِنَا.
—————————-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق