الثلاثاء، 4 مارس 2025

أَهَمِّيَّةِ الْقِيَادَةِ الْحَكِيمَةِ فِي بِيئَةِ الْعَمَلِ

 



أَهَمِّيَّةِ الْقِيَادَةِ الْحَكِيمَةِ فِي بِيئَةِ الْعَمَلِ

قِصَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ

 ( القصة واقعية - منقولة - والتعليق لــ علاء دياب )

صَبَاحُ الخَيْرِ يَا رِفَاقُ...

عَمِلْتُ لِمُدَّةِ عَامَيْنِ تَحْتَ إِدَارَةِ مُدِيرٍ صَعْبٍ، كَانَ يَرَى أَنَّ الْكَلِمَاتِ الطَّيِّبَةَ وَالثَّنَاءَ عَلَى جُهُودِي أَمْرٌ غَيْرُ ضَرُورِيٍّ، بَلْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الِاعْتِرَافَ بِتَمَيُّزِي قَدْ يَجْعَلُنِي مَغْرُورَةً. تَبَنَّى مَبْدَأَ أَنَّ الضَّغْطَ الْمُسْتَمِرَّ وَإِنْكَارَ اجْتِهَادِي سَيَدْفَعُنِي لِبَذْلِ جُهْدٍ أَكْبَرَ فِي سَبِيلِ الْحُصُولِ عَلَى رِضَاهُ. كَانَ مُقْتَنِعًا بِأَنَّ سَمَاعِي لِكَلِمَةِ "مُمْتَازٌ" مِنْهُ أَهَمُّ مِنْ تَقْدِيرِي لِنَفْسِي، وَكُلَّمَا رَآنِي وَاثِقَةً، زَادَ مِنَ الضُّغُوطِ عَلَيَّ وَأَسْنَدَ إِلَيَّ مَهَامَّ لَا تَمُتُّ إِلَيَّ بِصِلَةٍ.

مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ، كَانَتِ النَّتِيجَةُ عَكْسَ مَا تَوَقَّعَ تَمَامًا—طَاقَتِي انْخَفَضَتْ، شَغَفِي انْطَفَأَ، وَإِنْتَاجِيَّتِي أَصْبَحَتْ شِبْهَ مَعْدُومَةٍ. لَمْ أَعُدْ أَجِدُ دَافِعًا لِلْعَطَاءِ فِي بِيئَةٍ لَا تَعْتَرِفُ بِمَجْهُودِي، فَاضْطُرِرْتُ إِلَى تَقْدِيمِ اسْتِقَالَتِي، رَغْمَ حَاجَتِي لِلْعَمَلِ وَإِعَالَةِ عَائِلَتِي.

بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ، عَمِلْتُ مَعَ مُدِيرٍ آخَرَ أَدْرَكَ مَعْنَى التَّحْفِيزِ وَأَهَمِّيَّةَ التَّقْدِيرِ. كَانَ يَحْتَفِي بِأَبْسَطِ إِنْجَازَاتِنَا، وَيَتَعَمَّدُ الْإِشَادَةَ بِنَا أَمَامَ الزُّمَلَاءِ فِي الْمَدْرَسَةِ. أَصْبَحْنَا نَتَنَافَسُ بِرُوحٍ إِيجَابِيَّةٍ، كُلٌّ مِنَّا يَسْعَى لِيَكُونَ صَاحِبَ الْإِنْجَازِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ التَّصْفِيقَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي.

عَلَى رَأْيِ إِخْوَانِنَا الْمِصْرِيِّينَ: "الْمُدِيرُ نُصُّ الشُّغْلَانَةِ"

شُكْرًا لِكُلِّ مُدِيرٍ سَوِيٍّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هَذِهِ الْقِصَّةُ تُسَلِّطُ الضَّوْءَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْقِيَادَةِ الْحَكِيمَةِ فِي بِيئَةِ الْعَمَلِ وَتَأْثِيرِهَا الْمُبَاشِرِ عَلَى الْأَدَاءِ وَالْإِنْتَاجِيَّةِ. الْمُدِيرُ لَيْسَ مُجَرَّدَ شَخْصٍ يُمْنَحُ التَّعْلِيمَاتِ، بَلْ هُوَ مَصْدَرُ إِلْهَامٍ وَتَحْفِيزٍ لِفَرِيقِهِ.

النَّصَائِحُ لِلْمُدِيرِينَ:

1. قَدِّرْ جُهُودَ مُوَظَّفِيكَ: الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ لَا تُكَلِّفُ شَيْئًا، وَلَكِنَّهَا تَصْنَعُ فَارِقًا كَبِيرًا فِي مَعْنَوِيَّاتِ الْعَامِلِينَ.

2. لَا تَعْتَمِدِ الضَّغْطَ كَأُسْلُوبٍ إِدَارِيٍّ: بَعْضُ الْمُدَرَاءِ يَظُنُّونَ أَنَّ الْقَسْوَةَ تُحَفِّزُ الْإِنْتَاجِيَّةَ، بَيْنَمَا الْحَقِيقَةُ أَنَّ التَّحْفِيزَ الْإِيجَابِيَّ هُوَ مَا يَصْنَعُ النَّجَاحَ.

3. امْنَحِ الثِّقَةَ لِمُوَظَّفِيكَ: عِنْدَمَا يَشْعُرُ الْمُوَظَّفُ بِالتَّقْدِيرِ، فَإِنَّهُ يَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِهِ لِإِثْبَاتِ كَفَاءَتِهِ.

4. تَجَنَّبِ التَّقْلِيلَ مِنْ إِنْجَازَاتِ الْآخَرِينَ: لَا تَخَفْ مِنَ الِاعْتِرَافِ بِنَجَاحِ مُوَظَّفِيكَ، فَنَجَاحُهُمْ هُوَ نَجَاحُكَ أَيْضًا.

النَّصَائِحُ لِلْمُوَظَّفِينَ:

1. لَا تَرْضَ بِبِيئَةِ عَمَلٍ سَامَّةٍ: إِذَا كُنْتَ تَعْمَلُ فِي مَكَانٍ لَا يُقَدِّرُ جُهُودَكَ، فَابْحَثْ عَنْ فُرَصٍ أَفْضَلَ.

2. حَافِظْ عَلَى تَقْدِيرِكَ لِذَاتِكَ: لَا تَجْعَلْ رَأْيَ شَخْصٍ وَاحِدٍ يُؤَثِّرُ عَلَى ثِقَتِكَ بِنَفْسِكَ.

3. اسْتَثْمِرْ فِي تَطْوِيرِ نَفْسِكَ: سَوَاءٌ كُنْتَ فِي بِيئَةِ عَمَلٍ جَيِّدَةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ، طَوِّرْ مَهَارَاتِكَ بِاسْتِمْرَارٍ.

 

فِي النِّهَايَةِ، الْقَائِدُ النَّاجِحُ هُوَ الَّذِي يَصْنَعُ فَرِيقًا نَاجِحًا، وَالْمُدِيرُ الْعَادِلُ هُوَ الَّذِي يَجْعَلُ مُوَظَّفِيهِ يَشْعُرُونَ بِالْقِيمَةِ وَالتَّقْدِيرِ.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سلامٌ إليكِ

سلامٌ إليكِ                         شعر : علاء دياب سلامٌ إليكِ في كلِّ حيــــن فَأَنْتِ الحقيقةُ لو تُدركيــن وأنتِ ...