الثلاثاء، 4 مارس 2025

نُصْرَةُ الإِنْسَانِ لِأَخِيهِ الإِنْسَانِ عَلَى الظُّلْمِ وَالكَذِبِ

 

نُصْرَةُ الإِنْسَانِ لِأَخِيهِ الإِنْسَانِ عَلَى الظُّلْمِ وَالكَذِبِ

 


الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ المُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

إنَّ نُصْرَةَ الإِنْسَانِ لِأَخِيهِ الإِنْسَانِ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ الأُخُوَّةِ الإِنْسَانِيَّةِ الَّتِي دَعَا إِلَيْهَا الإِسْلَامُ، وَتَتَجَلَّى فِي دَفْعِ الظُّلْمِ وَتَعْزِيزِ الحَقِّ.

ولقَدْ أَرْشَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ جَامِعٍ إِلَى مَفْهُومِ النُّصْرَةِ الحَقِيقِيَّةِ حِينَ قَالَ:

 "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا." فَسَأَلَهُ رَجُلٌ: "كَيْفَ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ ظَالِمًا؟" فَقَالَ: "تَحْجُزُهُ -أَوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ."

يُبَيِّنُ هَذَا الحَدِيثُ أَنَّ النُّصْرَةَ لَيْسَتْ فِي تَأْيِيدِ الأَخِ عَلَى البَاطِلِ، بَلْ فِي مَنْعِهِ مِنْ اِرْتِكَابِ الظُّلْمِ، لِأَنَّ الظُّلْمَ يُلْحِقُ الضَّرَرَ بِغَيْرِهِ وَيُهْلِكُ صَاحِبَهُ. وَإِنَّ مَنْعَ الظَّالِمِ مِنْ ظُلْمِهِ يَعُودُ عَلَيْهِ بِالفَائِدَةِ؛ إِذْ يُنْقِذُهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَيُرْشِدُهُ إِلَى الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ.

عَلَى الجَانِبِ الآخَرِ، نَصْرُ المَظْلُومِ يَكُونُ بِالْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِهِ، وَمُؤَازَرَتِهِ بِالحَقِّ وَالعَدْلِ، وَبِرَفْعِ الظُّلْمِ عَنْهُ بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ وَالقَانُونِيَّةِ، دُونَ اللُّجُوءِ إِلَى الكَذِبِ أَوِ الخِدَاعِ.

إِنَّ مَظَاهِرَ نُصْرَةِ الأَخِ عَلَى الظُّلْمِ تَتَجَلَّى فِي النَّصِيحَةِ الصَّادِقَةِ، وَتَوْجِيهِهِ إِلَى الحَقِّ، وَتَحْذِيرِهِ مِنْ عَوَاقِبِ فِعْلِهِ، وَذَلِكَ يَحْفَظُ العَلاقَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ وَيُعَزِّزُ الأُخُوَّةَ وَالمَوَدَّةَ.

وَفِي الخِتَامِ، عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ نُصْرَةَ الإِنْسَانِ لِأَخِيهِ تُسْهِمُ فِي بِنَاءِ مُجْتَمَعٍ قَائِمٍ عَلَى القِيَمِ وَالمَبَادِئِ، وَأَنَّ الوُقُوفَ فِي صَفِّ الحَقِّ يَرْفَعُ مِنْ مَكَانَتِنَا عِنْدَ اللَّهِ، وَيَجْعَلُنَا مِنْ أَهْلِ الرِّضَا وَالمَغْفِرَةِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَنْصُرُونَ الحَقَّ وَيَدْفَعُونَ الظُّلْمَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا المُسْلِمِينَ. آمِينَ.

وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتبه: علاء دياب

فجر الأربعاء 22 من رجب 1446 الموافق 22 من يناير 2025

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سلامٌ إليكِ

سلامٌ إليكِ                         شعر : علاء دياب سلامٌ إليكِ في كلِّ حيــــن فَأَنْتِ الحقيقةُ لو تُدركيــن وأنتِ ...